عندما وجد الإنسان على الأرض ،كانت حاجته للتعلم أكثر بكثير من حاجته للبقاء ، لأن الطعام والشراب يمكن للعلم فقط أن يوجده من خلال تعلم تقنيات تساعدك في الحصول على الغذاء بالطريقة التي تجدها ملائمة ، وهذه من أكثر الأمور التي أدت بالعلماء لاكتشاف العديد من العلوم التي تفيد العلم والمجتمع ، وتساعد الآخرين في التعامل مع هذه الحياة بالطريقة التي تناسبهم ، وكان من أهم هذه العلوم ، هو علم الحساب ،و علم الجمع والطرح ، وهو الرياضيات ، ولعل الواضح اليوم في المجتمعات العربية إلى أنه هناك أكثر من نصف الناس حول العالم يكرهون هذه المادة ، ويتمنون زوالها من المناهج التعليمية ، نظراً لصعوبتها في الاختبارات ، ولأنها في الأساس مادة فهم ، أكثر من أنها مادة حفظ ، وهذا ما يستصعب على نسبة كبيرة من الأشخاص حول العالم ، وهذا أمر كان لا بد من دراسة عامة ، للكشف عن أهم الأسباب التي أدت إلى كره مادة الرياضيات في المراحل والمستويات التعليمية المختلفة ، وكانت الأسباب متباينة .

فمنهم من يرى أنها مادة لا تفيد في الحياة الاجتماعية ، فما يفيد علم الهندسة أو الجبر مثلاً في التعامل مع الحياة بصفة عامة ، وقد ترتبك حين تسمع أن هناك فئة من المجتمعات تنادي بإلغاء هذه المادة الدسمة من المقررات التعليمية لأنها عديمة المنفعة ، ولا تحاكي الواقع على الإطلاق، أما البعض الآخر ، فنادى بأهمية علم الرياضيات في حياتنا اليومية ، فكيف بدونه نحسب ما لنا وما علينا ، وكيف يمكن أن نقوم بحساب ما تبقى عند شرائنا للأشياء من السوق ، هذه الأمور وأكثر عملت على ارباك الكثيرين ، وخاصة مدرسو هذه المادة الذين احتاروا في كيفية تعليمها للجيل بما يتلاءم مع قدراتهم ومستوياتهم بصفة عامة .